روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | كيف أعد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أطفال الصحابة؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > كيف أعد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أطفال الصحابة؟


  كيف أعد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أطفال الصحابة؟
     عدد مرات المشاهدة: 4208        عدد مرات الإرسال: 0

لقد إعتمد النبي صلى الله عليه وسلم على أكثر من أسلوب في تربية أطفال الصحابة وإعدادهم إعدادًا جيدًا، يمكن أن نُجمِل هذه الآليات والوسائل فيما يلي:

أولاً= الإعداد العقدي:

فمِمَّا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم به ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: «يا غلام، إني أعلمك كلمات: أحفظ الله يحفظك، أحفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فإسأل الله، وإذا إستعنت فإستعن بالله. وإعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن إجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف» وينبغي للوالد أن يكرِّر على ولده كلمة التوحيد، ويذكِّره بها ليلاً ونهارًا، بكرة وعشيًّا.

ثانيًا= الإعداد التعبدي:

كان النبي وصحابته الكرام يعوِّدون الأطفال على دخول المساجد، وأداء الصلوات في أوقاتها، والعفو عن لعبهم وعثراتهم، ولم يصح أنه كان يمنع الأطفال دخول المساجد، كما كانت الصحابيات يأمرن أولادهن بالصيام بعض اليوم في سن الرابعة والخامسة حتى يتعودوا على الصيام.

ثالثًا= الإعداد العلمي والعقلي:

كان أطفال الصحابة يرضعون القرآن الكريم والسنة النبوية منذ نعومة أظفارهم، ورأينا هؤلاء الأطفال الأعلام يرحلون في طلب العلم، ويتواضعون لمعلميهم، وينقادون لأساتذتهم، رغم علو قدرهم وشرف نسبهم وشدة صلاحهم.

رابعًا= الإعداد اللُغَوي:

من العلوم التي يحرص عليها الطفل البطل: العلوم الأدبية، من بلاغة وأدب وشعر ونثر، حتى يستقيم اللسان وتظهر الفصاحة.

خامسًا= الإسلام ينادي بقاعدة القوة:

«المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»، وذلك لأن قوته قوة لدينه وإخوانه، وكسر لشوكة عدوه، وقد فطر الله الأطفال على حبِّ اللعب والمسارعة إليه.

وفي هذه العصور التي هجر المسلمون فيها بعض أمور دينهم المهمَّة، تنازل بعضهم في بيته نحو أولاده، وتركوا الأمر لبعض وسائل الإعلام المنحرفة لتخرِّب عقول أطفالهم، وتشغلهم بما لا يسمن ولا يغني من جوع، كأفلام الرسوم المتحركة وغير ذلك مما يفسد النشء ويخرب العقول.

أما المسلمون السابقون فقد إستغلوا حب الأطفال للمرح واللعب بما يخدم دينهم ويقوِّي بنيانهم، حيث حرصوا على تدريب الأطفال على القتال بالسيوف والحِِرَب والمصارعة والمسابقة.

سادسًا= الإعداد النفسي:

حرص الصحابة على تخلية قلوب الأطفال من أمراض القلوب وعيوب النفوس، كالنفاق، والإعتقاد في غير الله تعالى، والكبر، والغرور، والعجب، والحقد، والحسد، والتعلق بالدنيا، وحب الجاه والسلطان، وتحلية قلوب أطفالهم باعتقاد الأثر في الله تعالى وحده، والتوكل عليه، والخوف منه، واللجوء إليه، والتعلق به، والركون إليه، والإعتماد عليه، والإستعاذة به، والتفويض إليه، والجرأة في الحق، والشجاعة الأدبية، والحياء.

سابعًا= الإعداد الخُلُقي:

كان النبي وصحابته يغرسون في قلوب الأطفال أصول الأخلاق الحميدة، كالشجاعة، والصبر، والصدق، والأمانة، والرحمة، والشفقة، والعفو عند المقدرة، والإحساس بالغير، والكرم، وإحترام الكبير، وتقبيل يد العالم والوالدين، وتقدير أهل الصلاح، وإجلال أهل العلم، وتعظيم حملة القرآن، وإنزال الناس منازلهم، والإعراض عن الجاهلين، ومصاحبة المتقين، وعدم مخالطة السفهاء.

ثامنًا= الإعداد الدعوي:

وهذا غاية الإعداد، فلا يكفي أن يكون ولدُك صوّامًا قوامًا عالمًا عاملاً، صاحب خُلُق عظيم، وآداب سامية، وشجاعة نادرة، وبطولة فريدة، وقلب نقيّ، وإعتقاد صحيح، بل لابد من ثمرة هذه التربية، وثمرة ألوان التربية السابقة هي الدعوة إلى الله تعالى، والدعوة إلى الله تعالى لا تقتصر على الخطب الوعظية والمحاضرات الدينية، بل تكون بأيِّ وسيلة تؤدي الغرض، كالمقال وشريط الكاسيت والأناشيد الإسلامية والكتاب ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والأخلاق العالية.

المصدر: المنتدي الإسلامي العالمي للإسرة والمرأة.